القدس اليوم- غزة
لم يكتفي العدو الصهيوني من جرائمه التي ارتكبها سابقاً في فلسطين والدول العربية ومحاولته لنهب خيراتهم وتشتيت وحدتهم، بل على العكس مازال مستمراً بارتكاب المزيد من الجرائم ومحاولة تشويه صورة المقاومة أمام الشعوب العربية وتبييض صورة الكيان الصهيوني وإظهاره بأنه الوجه البرئ الداعي للسلام، فجاءت المقاومة الإسلامية سرايا القدس، لتبين للعالم الوجه الحقيقي للاحتلال ويصدع أمنهم ويزلزل كيانهم بالفيلم الوثائقي الذي نشرته حول عملية #بيت_العنكبوت، ليثبتوا أن أجهزتهم الامنية والاستخباراتية ليس كما يدعون بل ضعيفة وهشة.
رسائل بيت العنكبوت
في حوار عبر برنامج "بين_السطور"، الذي تبثه قناة القدس اليوم الفضائية، قال الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد شارل أبي نادر، أن "عملية بيت العنكبوت عملية أمنية مميزة ونادرة"، مشيراً إلى أنها ليست المرة الاولي التي تنفذ المقاومة انجازاتها الأمنية.
وأضاف شارل، "جاءت العملية لتثبت للجميع أن غزة رغم الحصار وقلة الامكانيات والفارق بين القدرات اللوجستية والتكنولوجيا، استطاعت المقاومة أن تتجاوز المنظومة الأمنية الصهيونية وأختراقها، وتوجيه ضربة أصابت الاحتلال الصهيوني في مقتل على الرغم من وقوف الاشتباك العسكري إلا أن الصراع الأمني مستمر".
وأوضح، أن "العملية ستؤثر علي عمل العدو ومحاولات اختراقه للجبهة الداخلية وستضعف قدرته على محاولة تجنيد عملاء داخل غزة"، فيما لفت أن "العملية مثلت حالة ردع قوية لاختراق الجبهة الداخلية"، معتبر أن "ما قامت فيه أمن سرايا القدس ضرورة أمنية".
فيما أكد الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ خالد صادق، من جهته، لقناة القدس اليوم، أن "عملية بيت العنكبوت حملت رسائل عديدة ومثلت حالة ارتباك داخل المؤسسات الامنية الصهيونية بعدم قدرتهم علي تحديد مصداقية العملاء بالعمل معهم أم ضدهم.
واستكمل الأستاذ خالد صادق حديثه، أن "العملية جاءت رافعة معززة لجمهور المقاومة التي أكدت على قدرتها وإمكانياتها في اختراق الامن الصهيوني وتضليله من خلال معلومات مموهة استنزفت الاحتلال عبر أهداف وهمية".
وأوضح صادق، أن "العملية استطاعت أن تموه الوضع الميداني الفلسطيني وتشتت قدرة الاحتلال على متابعة ورصد قدرات المقاومة الميدانية".
نقلة نوعية لأمن المقاومة
واعتبر صادق، أن أمن السرايا استطاع تحقيقق إنجازات توازي إنجازات أجهزة مخابرات عالمية، في كشف أهداف العدو وأساليبه ومنظومة تجنيد العملاء وآلية التواصل الذي يعتمدها مع العملاء.
فيما أكد العميد شارل ابي نادر، أن "العملية استطاعت استهداف وكشف منظومة التجنيد الذي يتبعها الاحتلال"، مؤكد أن "أعلان المقاومة ارغمه علي تغير خطته وأسلوبه المتبع منذ سنوات"، مشير انها "ستكلفه وقتاً أطول لتغيير خططه الاستعلامية والاستخباراتية التي بنتها خلال مرحلة طويلة"، لافت ان "الأمر ليس عبثياً بل هناك دراسات تقوم بها الأجهزة الصهيونية لتنظيم جهاز استخباراتي وعملاء موثوقين"، لذلك أدت "عملية بيت العنكبوت وكشف السرايا لهذه الخطة، إلى تصدع في الجهاز الاستخباراتي للعدو الصهيوني".
فيما ذكر الأستاذ خالد صادق للقدس اليوم، "1400 يوم والاحتلال الصهيوني مضلل، يعتقد أنه حقق إنجازات واختراقات كبيرة في جهاز أمن سرايا القدس ويظن أنه لديه بنك أهداف وفي الاخر يكون هذا كله وهم، وهذا يدل على أن المنظومة الصهيونية التي تتباهى بقدرتها على إخلال بتوازن المنظومة الأمنية الفلسطينية، ما هي إلا منظومة مخادعة ومتصدعة تحاول كسب جمهورها من المستوطنين على حساب الفلسطينيين ومحاولتهم صنع اختلال على صعيد المستوى الأمني والسياسي والعسكري" .
وأردف قائلاً، "يجب أن نكون على قناعة بأن الاحتلال يبيع الوهم للدول العربية التي تعتقد أن الاحتلال الصهيوني يستطيع حمايتها لذلك يحاول أن يطبع مع الاحتلال ليبقى على الحكم لأطول فترة ممكنة، وكل ذلك يثبت أن الاحتلال عبارة عن وهم كبير يسوق نفسه لمستوطنيه وأمام العرب ودول العالم وأنها تستطيع أن تضرب في أي مكان وهي ليست كذلك إذ كشفتها المقاومة الفلسطينية وكل يوم تثبت المقاومة بأنها قادرة على كشف زيف الكيان الصهيوني ومواجهته".
ذعر صهيوني عند كشف خداعهم
وبين شارل، أن رد حزب الله وبيانه على ما فعله الاحتلال على الحدود اللبنانية-الفلسطينية جاء ليضحد روايته الكاذبة حول دخول مجموعة من المسلحين إلى حدود شمال فلسطين، وأدى إلى حدوث ذعر وارتباك في المنظومة الصهيونية واعلامها، حيث أصبح جميع عناصر جيش الاحتلال يتهيأ على ردود فعل معينة، حيث يصرح الاحتلال دائماً بأن المقاومة اللبنانية تملك قدرات لا يمكن مواجهتها بالإضافة إلى أنه لديها قدرات تؤثر في عمق العدو، الذي لبس قناع دعاة السلام ونشر العدل والمساواة بين دول العالم متستراً به على جرائمه وسرقته للأراضي الفلسطينية.
وتابع خالد قائلاً: "من الواضح أن حكومة الاحتلال تحاول خلق اتصالات وهمية، ليوهم المقاومة سواء الفلسطينية أو اللبنانية".
وشدد أن ما يفعله الاحتلال ليغطي على ما يحدث داخل كيانهم، ومحاولة لتشتيت المستوطنين، حيث أن هناك حالة ارتباك في الجبهة الداخلية للاحتلال، وهناك تظاهرات تخرج أمام مقر نتنياهو وأمام الكنيست تطالب نتنياهو بالتنحي لأنه أخلف في وعوده واخفق كثيراً.
واستذكر خالد حول ما جرى في حرب ٢٠١٤ قائلاً: "كان الاحتلال يكذب على المستوطنين بأنهم قضوا على المقاومة الفلسطينية خلال حرب ٢٠١٤، وأن الصواريخ توقفت"، لافتاً إلى أنه بعد توقف الحرب جاءت المقاومة لتثبت للاحتلال الصهيوني أن نتنياهو والكنيست يكذبون عليها، ويحاولون تضليلهم وبالتالي ينتهج الاحتلال هذا الأسلوب الممنهج لأنه يعيش في فساد ووضع سياسي مترهل وحكومته ليست متوافقة.
محاولة صهيونية لإضعاف المقاومة
وعن ما جرى في انفجار لبنان، قال خالد: "اعتقد أن الاحتلال تنفس الصعداء لما حدث في انفجار لبنان لأنها كانت من خطاب حسن نصر الله الموعود وتخشى أن يكون هذا الخطاب يحمل المفاجآت لهم وبالتالي هم يدركون مدى صدق المقاومة وقدرتها على تحقيق ما تتحدث عنه".
ومن جهته شدد شارل، على أن المقاومة قادرة على الرد على العدو الصهيوني وردعه ولكن يبقى اختيار التوقيت المناسب لهذا الوقت، والعدو الصهيوني دائماً يعلم وضعه في الاشتباهات لأن تاريخه في الاعتداءات على العرب معروف، لذلك ينتظر رداً معيناً استناداً لاعتداءاته على سوريا ولبنان وفلسطين
كما أن الاحتلال له مصلحة في زيادة الضغط الاقتصادي على لبنان وخاصة في محاولة اشتباكه مع لبنان او جعل لبنان يستسلم في الموضوع الذي يتعلق بأسلحة حزب الله وعلاقاته العسكرية والسياسة مع الدولة بأكملها
وفي سياق الحديث طالب خالد، المقاومة اللبنانية بالتيقظ للمؤامرات التي تحاك ضدهم في ساحة لبنان وفي الساحة العربية، حيث أن الاحتلال يحاول إظهار المقاومة اللبنانية في موضع اتهام بأنه هو من افتعل هذه الجرائم وهذه الأحداث الحاصلة، وذلك لإضعاف المقاومة وحزب الله وتجريده من السلاح
وفي ختام البرنامج أجمع كلٌ من الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ خالد صادق، والباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد شارل أبي نادر، لقناة القدس اليوم، بأن هذه الاتهامات الموجهة إلى حزب الله ما هي إلا لإضعاف جبهته ومحور المقاومة لصالح الاحتلال الصهيوني، مشيرين إلى أن حزب الله يدافع عن بلاده دائماً ويقف بجانب شعبه ويقاومون كل محتل غاصب ومواقفهم في الازمات والثورات يشهد بها تاريخهم الحافل بمواقفهم على الصعيد الاجتماعي والسياسي والوطني.