12:26 ص - الأربعاء 31 / مايو / 2023

  تردد القناة 10873 V

"هذا المساء": رفض علماء ورجال دين لاتفاقيات التطبيع مع الاحتلال

"هذا المساء": رفض علماء ورجال دين لاتفاقيات التطبيع مع الاحتلال

القدس اليوم- فلسطين

مازالت الدول الاستعمارية تحاول تقسيم العرب وكي وعيهم ونسر فكرة أن فلسطين هي حق للصهاينة، فسممت عقول الناس بفكرة التطبيع وأنهم أبناء عمومة العرب، فأصبحت الدول العربية تتهافت واحدة تلو الأخرى بوضع يديها في يد العدو حتى علماؤها ومثقفيها جعلوا من علمهم ومنابرهم دعوة عامة للتطبيع وأنه حق مشروع، لكن يبقى هناك من يستمر في رفض التطبيع باعتباره خيانة للعالم الإسلامي وخنجر مسموم للقضية الفلسطينية التي هي قضية العالم أجمع

وفي هذا الموضوع، قال الشيخ زهير جعيد منسق جبهة العمل الإسلامي في لبنان، في برنامج"هذا المساء"، لقـناة القدس اليوم الفضائية: "هناك حالة من القبول بالوجود الصهيوني واعتباره وجوداً شرعياً طبيعياً وأن الصهاينة هم أبناء عمومتنا حيث هناك تسارع غير طبيعي للتطبيع في العالم العربي والإسلامي"

وأضاف جعيد: "كان على العلماء دور كبير جداً لمواجهة آلة القدس الإعلامية وآلة القدس الدينية والتي تستعمل في بعض الأحيان من قبل الأنظمة العربية لبعض المتمشيخين ورجال الدين الذين اتخذوا منها مهنة للوصول إلى مواقع سياسية أو معنوية وجلب الأموال"، مشيراً إلى أن هؤلاء قد باعوا دينهم وبلادهم وكل تاريخهم وتراثهم ولم يحافظوا عليه

وتابع بأن هناك عدد من العلماء والمثقفين يرفضون التطبيع، لافتاً بأنه يجب عليهم العمل الدؤوب من خلال المدارس والمساجد والحديث في خطب يوم الجمعة، متبعين آلية معينة في نشر فكرة أن التطبيع محرم شرعاً وخيانة للأمة الإسلامية

وطالب جعيد، بعدم انتظار أن يأتي الناس إلى المساجد وإلى المراكز الثقافية بل يجب الذهاب إلى الناس ونشر حالة الوعي لديهم وإيضاح أهمية المواجهة وشرح خطورة ما يقوم به المطبعين، مؤكداً على مواكبة العصر والتطور واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع والعالم

وأكد على أن قضية فلسطين يجب أن تكون القضية الأساس، رغم اختلاف وجهات النظر بين الدول العربية والأحزاب السياسية، مشدداً على ضرورة تهيئة كافة الظروف والإمكانيات لنشر هذه الرسالة ومحاولة إنارة فكر الناس ونشر الوعي لدى الشعوب

وأشار إلى أن كل ما حصل في الأمة العربية والإسلامية هو نتيحة عمل الأجهزة الاستعمارية والغربية لتفتيت وحدة الأمة الإسلامية والوطن العربي، مبيناً أنه منذ انتصار الثورة في إيران وبدأت بالتوجه نحو مؤازرة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ابتدأت الهجمات ضد العرب والفلسطينيين ومحاولات كي الوعي العربي

وأردف جعيد: "للأسف هناك الكثير من الآيات القرآنية التي حرف معانيها الحقيقية والصحيحة وأخذ أغلب الأمة إلى الأماكن التي يراد بها وإلى المنظومة الماسونية والصهيونية، فليست قضية فلسطين هي التي تم تحريفها فقط"، مطالباً بالانطلاق من الحرص الإسلامي والحرص العربي والشريك الآخر وهو المسيحي حيث أن الاحتلال الصهيوني لا يهدد فقط المقدسات الإسلامية ولكنه يهدد المقدسات المسيحية

ومن جهة أخرى، قال نائب رئيس ملتقى الدعاة في فلسطين، الدكتور طاهر اللولو، لقناة القدس اليوم: "وجود الصهاينة في فلسطين كان وجوداً غريباً وهذا كان بعد مؤتمر كامب ديفيد حيث كانت بؤرة سقوط الخلافة الإسلامية والتي كان سببها نفور واختلاف الحركات الإسلامية فلم يعرف أحد من معه ومن يقف ضده حيث أن ذلك ما زال مستمراً حتى الآن"

وأضاف اللولو: "للأسف الشديد الكيان الصهيوني والغرب يخططون لنا ونحن العرب ننفذ مخططاتهم بحذافيرها، وهذا ما يحدث الآن في تطبيع الدول العربية مع الاحتلال إذ أنهم ينفذون أوامر الدول الغربية والإدارة الأمريكية"

فيما لفت إلى أنه يجب التمسك بالدين الاسلامي واليقين بالله والعمل بشكل جدي على جعل الدول المطبعة تتراجع عن تطبيعها واتفاقياتها مع الاحتلال

وأكد اللولو بقوله، "قوتنا بتمسكنا بديننا وبكتاب الله تعالى ووحدتنا واسلامنا، فإذا رجعنا بطريقة صحيحة وصادقة إلى الله سبحانه وتعالى فإنه سيكون النصر قريب ولذلك يجب أن ترجع معاني القرآن السامية في أذهان القادة والمفكرين حتى تعود الأمة موحدة ومترابطة ضد هذه الهجمة العالمية التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين"

ونوه إلى ما آل إليه العالم العربي بسبب مخططات استعمارية، حيث أن الوطن العربي بات اجزاءً متناثرة مقسم إلى دويلات صغيرة وأصغر من دويلات ومازالت تقسيماته مستمرة إلى أحزاب وطوائف تحارب بعضها البعض بدلاً من محاربة العدو الأكبر وهو الاحتلال ودول الاستعمار

وفي نفس السياق، قال الدكتور محمود الشجراوي، عضو قسم القدس في هيئة علماء فلسطين في الخارج: "المتتبع للتاريخ يجد أن الأمة الإسلامية قد تقسمت من قبل أكثر من مرة، حيث نجد أن الكل أصبح حريصاً على منصبه أكثر من حرصه على دينه وبلده ووحدة الأمة الإسلامية، وباعوا آخرتهم بدنيا فانية"

ودعا الشجراوي، الأمة الإسلامية ومن بقي في قلبه ذرة إيمان وحفاظ على الإرث الإسلامي بالجهاد لإرجاع الحق وإعادة الوعي الفكري لدى الناس، واسترجاع حق قضية فلسطين وقضية الأمة الإسلامية، مشيراً إلى أن الجهاد أنواع كالجهاد باليد والاقدام على إيذاء العدو الصهيوني الذي قتل أبناء فلسطين وأبناء العرب، وهناك جهاد القول والفكر والقلم

وأكد في ختامه لحديثه، أن النطبيع خيانة للأمة وخيانة للدين الإسلامي، داعياً الدول العربية التي قامت بالتطبيع مع العدو الصهيوني ووضع أيديها بأيدي أعداء الإسلام والتواصل والتعامل مهم بالرجوع عن تطبيعها واتفاقياتها مع الاحتلال