القدس اليوم- الضفة المحتلة
أكد المهندس رائد موقدي، الباحث في مجال البيئة والاستيطان، أن الاحتلال الصهيوني يسعى لتجميع الفلسطينيين في كاتونات محدودة ومعزولة عن بعضها، فيما يستولي على أراضي الضفة المحتلة والأغوار ويضمها إلى أملاك المستوطنين.
وقال موقدي، خلال مداخلتها في برنامج هذا المساء عبر قناة القدس اليوم الفضائية: "هناك أكثر من 12 بؤرة استيطانية حديثة على أراضي الضفة المحتلة خلال العام الماضي، حيث تم إنشاء بؤرتين استيطانيتين منذ بداية العام الحالي".
وأوضح أن البؤر الاستيطانية التي تنتشر ليست وليدة الصدفة بل هناك جمعيات استعمارية مدعومة بشكل كامل من قبل حكومة الاحتلال تقوم بذلك، مشيراً إلى أنه بعد إنشاء البؤر الاستيطانية يقوم الاحتلال بحمايتها لاحقاً من خلال إنشاء قواعد عسكرية وأبراج مراقبة قريبة منها.
وأضاف موقدي، أن هذه البؤر تأتي ضمن سياسة تهويد أجزاء واسعة من الضفة المحتلة، مبيناً أنه على مدار الثلاث سنوات الأخيرة تم شرعنه العديد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية.
وذكر أن حكومة ترامب من أكثر الحكومات الأمريكية التي دعمت الاستيطان، لافتاً إلى أن الاحتلال يريد من البؤر الاستيطانية تهويد الأراضي ومنع المزارعين من استغلال الأراضي لزراعتها والعمل بها إضافة إلى السيطرة على أكبر قدر من الأراضي الفلسطينية وعزلها عن بعضها.
وأردف موقدي، أن هذه البؤر الاستيطانية حلقة وصل بين المستوطنات مع بعضها البعض، حيث أن هذه البؤر خلقت من أجل منع المزارعين من الوصول لأراضيهم وعزل الأراضي وتخريب الممتلكات الفلسطينية، ذاكراً أن البؤر الاستيطانية تسرع من عمليات تهويد الأرض الفلسطينية وتعزز واقع الاستيطان.
وتابع بقوله، "ما نعيشه اليوم أسوأ بكثير مما حدث في العام 1967، حيث أن الاحتلال لديه رؤية على أن يتجمع الفلسطيني في كانتونات محدودة معزولة بعيدة عن بعضها وما يتبقى من أراضي تكون ملك للاحتلال"، مؤكداً على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني والرؤية الفلسطينية والتركيز على تنمية ودعم المناطق المستهدفة وصمود أهلها على كافة النواحي.
كما شدد على ضرورة التصدي للمحاولات الصهيونية بتهويد الأراضي الفلسطينية من الناحية القانونية، مضيفاً "لا نعول كثيراً على ما يجري في العالم العربي وعلى محكمة الجنايات الدولية بسبب الضغوطات عليها".